07 أكتوبر 2011

The Pianist 2002 [إنه فيلم بولانسكي ..]


فالديك سازبيلمان عازف البيانو البارع , بـ قصته التعيسة و المؤلمة يصورها لنا بولانسكي لـ يرويها كما عايشها صاحبها . هنا يكمن كيفية استقلال السينما بالقضية التي يراد إيصالها للعالم , دائما كنت أحاول تجنب الحديث عن هذه النقطة كلما شاهدت عمل يتناول هذا الحدث ابتداءً من قائمة شندلر إلى عازف البيانو , مع اختلافنا نحو أساس القضية و عدم اهتمامنا بها من الأصل لكن ألم يحن أن نستفيد من التجربة ؟ ألا توجد قضية لنا نريد أن نصنع حولها الزخم الفعال الذي يفيدنا بهذه القضية ؟ صحيح أننا لا نحتاج لـ تعاطف العالم معنا , لكنا نحتاج إلى صورة توقظ أبصار الكثير منا .. أداة متوفرة أمامنا كيف لنا ألا نستغلها أحسن استغلال !!
بولانسكي تمكن بكل احترافية قيادة القصة برؤية فنية بارعة , استخدم قدراته المذهلة في رسالته ..

سيرة ذاتية تبدأ الرواية فيها بعد أن هزت انفجارات بـ محطة الإذاعة البولندية من القصف الألماني و ها قد حان دق طبول الحرب العالمية الثانية , نشاهد فالديك سازبيلمان يدخل لـ بيت عائلته و يستمع معهم عـ المذياع لمعرفة أخر التطورات المثيرة, لـ يسمعوا إعلان المملكة المتحدة و فرنسا الحرب على ألمانيا و أن بولندا ليست بـ واجهة المدفع وحدها لـ يعتقدوا أن الحرب ستنتهي سريعا , لكن هيهات .. جنود هتلر تدخل بولندا و تبدأ حكاية فالديك  ..

الحكاية تنقسم لـ عدة فصول يتقلب فالديك خلال أحداثها و يدعنا نعيش معه , بداية مع دوروتا التي تعرف عليها بـ مبنى الإذاعة البولندية في بداية القصف بـ أول الفيلم انتقالا إلى بداية ضغط الألمان على اليهود و أولها تحديد القدر المسموح لليهود الاحتفاظ به من أموال و من ثم إجبارهم ارتداء الشارات الزرقاء و من ثم نقلهم لمنطقة معزولة لليهود فقط -غيتو وارسو - وهو بكل تلك الأحداث مع عائلته إلى أن نصل لذلك المشهد الذي ألقي فيه أحد المسنين من شرفة أحد الشقق العليا المقابِلة لـ منزل عائلة فالديك . تصل الحكاية لـ فصل جديد حين يتم الزام اليهود بإصدار شهادات توظيف و إلا سَيُرَحِلُون من لم يحمل تلك الشهادة ! فالديك قام بما يجب وتم استخراج الأوراق لكن يبدو أن ذلك لم يكن كافي ! يبدو أنه من الأفضل أن أتوقف هنا و أترككم تكملون الحكاية بـ مشاهدتها لمن لم يشاهدها :)

يتميز العمل بـ جوانب عدة  تظهر عليه جودة رفيعة فيما هو مقدم , بداية في طريقة السرد المتبعة بـ القصة وصولا لـ النمط البصري المستخدم في عرض الأحداث يتبعه أداء مميز بـ الكاست الذي لعب الأدوار و خصوصا  أدريان برودي التي كانت ملامح و تقاسيم وجهه مناسبة بشكل تام للشخصية التي لعبها نهاية بـ الرجل الذي يقف خلف العمل ألا و هو بولانسكي الذي خلق من عمله شئ مبهر.. العمل بحد ذاته كفيل لـ يريكم مدى اتقانه , مشاهدة ممتعة ..


لقد تركت لكم بعض اليهود حتي تعرفوا لماذا حاولت إبادتهم
أدولف ألويس هتلر
تقييمي الشخصي :
 8,5/10



1 التعليقات:

غير معرف يقول...

thxxxxxxxxxxx

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.