بلدي؟ موطني؟ وطني؟ بدأت أعيد النظر مؤخرا بهذه المصطلحات , كنت دائما أفكر بأني أناضل من أجل هذه البلد .. ولكن هذا البلد لم يعطي أي أهمية لذلك
منذ اللحظة الأولى والفيلم تملكني .. كيف ذلك لا أدري !
وأخيرا عدت وتسنى لى الوقت للتفرغ لـ عالمي الخاص , عالمي الذي ينقلني بين ثنايه .. يجعلني أعيش بواقع مختلف لسويعات أغير فيها محتوى ذهني الملئ بـ فوضى الحياة , يجعلني ألامس واقع غيري لعلله يملئ شغفي نحوه ..
بعد الانتهاء من هـ الموشحة أعود لفيلمي الذي اخترته لـ افتتح به مشاهداتي بعد فترة انقطاع طويلة .. و أجمل ما في الأمر أن الاختيار كان موفق .. (والدي وابني) إحدى أجمل الدراميات التركية التي شاهدتها , فيلم ببساطته وسلاسته جعلني أعيش بـ داخله بكل ما تحمله من معنى , لم يوجد ما ينزعني عنه .. قصته , حواراته , أداء فريق عمله , موسيقاه التصويرية , وذاك الذي يقف خلف تلك الكاميرا وصنع تلك التوليفة التي تفنن فيها ..
تقوم قصة الفلم حول (صادق) ذاك الشاب الذي ترك عائلته, تاركا كل ما يربطه بها ذاهبا للعيش بـ اسطنبول .. متوجها بـ دراسته الجامعية و مشواره المهني مخالفا لما يريده والده في الرؤى بشكل جذري ما جعل من صدامهم عنيف .. يفتتح الفيلم بـ (صادق) وزوجته وهم ينتظرون مولدهم الأول وما لبث إلا وحانت لحظة الولادة في غير موعدها .. كانت اللحظة التي كانت فيها البلد بوضع سياسي مفصلي .. شوارع هادئة , لا أحد .. لايوجد من يساعده بتلك اللحظة المحورية بـ حياة (صادق) التي شاءت أقداره أن تجعل زوجته تلد على ناصية الطريق وتتوفى في تلك اللحظة التي كان فيها ابنه بين يده مذهولا مما حدث و اكتمل الذهول بما سيحصل ..
سجن (صادق) لفترة من الزمن تربى فيه ابنه الصغير على يد (فاطمة), خرج (صادق) من سجنه وقد تغيرت حياته .. أراد لـ ابنه أن يتربى بقية حياته في داره , لماذ ! و ماهي تلك الدار ؟ "لماذا" الاجابة يفضل أن تترك أحداث الفيلم هي من تشرحه .. و عن تلك الدار هي بيت عائلته .. بيت جده .. الذي تركه (صادق) فيما مضى , لكن كيف ستكون عودته تترك اجابتها مع "لماذا" السابقة ..
كما ذكرت سابقا بساطة الفيلم من أهم ما يميز ملامح العمل بكل جوانبه .. لا أدري بالتحديد بما أسمي ذاك الأسلوب المميز في الحوارات وطرح الأحداث اممممم لعلي أقول عنه سلس أو واقعي أو لعلي أترك الوصف للعمل نفسه مرة أخرى :) . الانسيابية الموجودة ضمن عناصر العمل من موسيقاه التصويرية المتناسقة مع مشاهده المختلفة الأحوال , وحركة تلك الكاميرا المتصلة بالأحداث بشكل مميز , تجعلك بشكل كامل ضمن تركيبة منظومة العمل .. تعايش الأحداث , تتأثر بها , تتفاعل معها , كـ أنك أحد عناصر تلك الحتوته . عمل مميز يستحق المشاهدة ولن تجد نفسك أنك أخطأت في اختياره ,,
سأشعر بالسعادة لأن لك دار تعيش بها ..
تقيمي الشخصي :
8/10
