عسل أسود أخر أعمال الممثل الموهوب أحمد حلمي و أول الأعمال التي
أشاهدها بعد الانقطاع الكبير عن المشاهدة . فيلم كنت متشوق لمشاهدته من فترة ليست
بالقصيرة , سبب هذا التلهف كان بسبب عنصر واحد ألا و هو المبدع أحمد حلمي
الذي جعلني أهتم بأي عمل يتواجد بداخله منذ بدايات ظهوره بشكل واضح على الساحة
الفنية , لا أدرى ما سبب كل هذا الاهتمام به رغم أن كرهي لا محدود نحو السينما
العربية بشكلها العام لافتقارها للعديد من الأمور و العناصر الرئيسية في الإطار
الفني و الإبداعي , صحيح بأن أحمد حلمي بـ بعض أعماله تكاد ترى ما أتحدث به عن
السينما العربية لكن يبقى بأن هذا الممثل يحاول جاهدا و بأقصى طاقاته أن يقدم مادة
فنية راقية ترضي أصحاب الذوق الرفيع ..
أكثرت بالحديث في المقدمة و ها أنا الآن أتجه نحو موضوعي الأساسي عن
الفيلم المسمى "عسل أسود" , في أغلب الأحيان أرى بأن لا أبدأ مباشرة
بطرح رأي الصريح عن الفيلم و أن أجعل التدرج هو أسلوبي بطرح الآراء لكن يبدو بأنه
في بعض الأحيان الطرح بشكل مباشر يكون أفضل و ها أنا أقول بأن "عسل أسود"
لم يرقى لمستوى الطموح الذي كنت أتمناه من أحمد حلمي , مادة معقولة أراد إيصال مضمونها لنا لكن الطريقة
التي تم التعامل بها في الطرح لم يوفق فيها . من بداية الفيلم و أنا أرى تلك
السلبية التي حاول الفيلم انتهاجها بحيث أخفى كل الإيجابيات الموجودة بالمجتمع إلا
بلقطات طفيفة أعطتنا بعض التفاؤل الطفيف بالمجتمع , أنا لا أتحدث عن المصري بوجه
التحديد كون بأن ما أراها بالفيلم يتحدث عن الوضع العام بالوطن العربي , كأني و
أنا أتابع النصف الأول من الفيلم أرى مجتمع وحشي جاهل مكتئب خمول و كسول .. كل أنواع الوصف بالسوء موجودة
بالمجتمع , صحيح بأن كل ذلك فيه بعض المنطقية النسبية لكن لا أرى داعي بالمبالغة
بهذا الإفراط في السوء . يبدو بأن الفيلم
أريد المضي بهذا الأسلوب كونه بالإمكان اعتقد أنه يزيد الضغط على المجتمع و يوضح الصور
السلبية بتركيز أكبر أمامه كـ مراءاة لـ يراجع المجتمع أوضاعه ليتحسن نحو الأفضل
.. و يبدو بأن المجتمع تغير و سيتحسن للأحسن خصوصا
في المجتمع المصري بعد ثورته العظيمة .
تدور أحداث القصة حول الشاب المدعو "مصري سيد العربي" الذي ترك مصر وهاجر
لأمريكا مع والديه وهو في العاشرة من عمره ، وبعد عشرين عاما يعود لبلده رغبة في
الاستقرار بها بعد وفاة والده , ليواجه العديد من المواقف و الاختلافات التي لم
يتوقعها فـ يضطر التعامل مع هذا الوضع بتمرد ..
الفيلم بمجمل العموم يعتبر جيد كـ رسالة و هدف مرجو منه مع بعض التحفظ
على طريقة الطرح التي كان بالإمكان أفضل مما كان . غير طريقة طرح الناحية السلبية بشكل
مبالغ هناك أيضا ضعف بـ الناحية الدرامية للطرح, بحيث تم إدراج المشاهد بطريقة متتالية
و بشكل مباشر و متسرع , و كأن الفيلم يريد مجرد طرح مشهد لـ يصنع طريقة التعامل مع
هـ الموقف لا أكثر . لكن من ناحية أخرى هنالك تميز في الأداء العام للممثلين و بخاصة
أحمد حلمي , بحيث تم التعامل مع الأدوار بشكل جميل و متزن يقنع المتابع و يجعله
يستمتع بما يشاهد ..
فيلم جيد يستحق المتابعة ..
تقييمي الشخصي :
6.5/10
1 التعليقات:
يعني نصوم ونصوم ونصوم ونفطر على تدوينة لحلمي !
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.