05 يناير 2011

Inception 2010


فيلم لن يكفيك متابعته مرة واحدة !
بالفعل لن تكتفي بـ مشاهدة الفيلم مرة واحدة لما يحمله من أفكار و طريقة عرض معقدة مذهلة ينبغى لك فيها أن تعطيها كامل وعيك و تركيزك ..أجواء الفيلم من موسيقاه و الأحداث المتراكبة بالغموض و التشويق و سرعة الإيقاع استطاعت تعليق المشاهد بطياتها و أدق تفاصيلها لمحاولة فهم ما يدور بشكل دقيق , متعة بصرية و ربطها بالعقل بحيث لا تسمح لك بتشتيت ذهنك و لو لوهلة , رسم ملامح الشخصيات و أبعادها النفسية بشكل مميز .. و الكثير من العوامل التي لا يمكن تسطيرها بكلمات قصيرة أعطت للفيلم تلك القيمة الفنية الرفيعة ..

فكرت الفيلم تدور حول التحكم بـ مجريات الأحلام و إستخراج فكرة ما من العقل الباطن , أيضا زرع شئ جديد وفق طبيعة مهمة معينة في ذاك العقل الباطن و هذه تعتبر أصعب من التي قبلها.. فيلم خليط ما بين خيال علمي و واقع ملموس , حيث أنه لا نستطيع بـ أغلب الأوقات أن نتحكم بواقعنا كما نريد تحديدا كذلك في الأحلام لا يستطيع أبطالها التحكم بمجريتها كما يريدون دوما .

يحكي الفيلم قصة أحد اللصوص الفريدين مدعو بـ "كوب" تكمن مهارته في عملية سرقة المعلومات المهمة من الأشخاص و زرع أفكار معينة و ذلك من خلال التحكم فيهم أثناء حالتهم اللاواعية و أفضل وقت لـ ذلك هي أحلامهم ..
المشكلة التي يواجهها في أثناء تنفيذ مهامه ذكرى زوجته الراحلة بحيث تتجلى تلك المشكلة بشكل واضح في المهمة الرئيسية للفيلم . "كوب" يعيش في باريس ممنوعا من دخول وطنه امريكا بسبب تورطه في جريمة قتل زوجته , و الحل الوحيد لكي يعود لـ أولاده و بلده هو عبر تنفيذ المهمة الصعبة التي أوكلها له السيد "سايتو" الذي علم بمدى براعة "كوب" فعرض عليه صفقة تنفيذ ما يريده مقابل رجوع "كوب" لوطنه و أولاده سالما و تبديد كل المصاعب التي تمنع "كوب" للعودة ..
تتلخص صفقة "سايتو" بـ أن يقوم "كوب" مع فريق من اختياره يعاونه بـ إنشاء فكرة جديدة داخل عقل "روبيرت فيشر" و هو إبن المنافس الرئيسي لـ "سايتو" ليبدد قواه الاقتصادية .. فريق "كوب" يتكون من : "أريادني" طالبة هندسة بارعة تم اختيارها بناءا على نصيحة والد "كوب" مهمتها أن ترسم طبقات الأحلام بمتاهات متقنة , "آرثر" منسق العمليات و هو متواجد مع كوب من بداية الفيلم , "إيمز" شخصية بارعة في تغير هويته , "يوسف" كيميائي مختص في تحضير مخدر ثقيل يكفي لـ إبقائهم نيام لـ أطول فترة ممكنة ..

يكمن جوهر تفوق الفيلم بـ فكرته حيث تمكن كريستوفر نولان بـ إنشاء فكرته بطريقته الخاصة و رسم ملاحمها بشكل إبداعي , عمل غير تقليدي تفنن فيه كريستوفر نولان لـ إظهاره لنا بهذا الشكل المبهر و الممتع و المثير , أيضا من النقاط التي تحسب ضمن جنبات إيجابيات الفيلم إحترام عقلية المشاهد و الموازنة بين الخيال و إيصالها بشكل يقنع للمشاهد حتى و لو أحس المشاهد بـ بعض اللحظات مدى تعقيد الفكرة لن يلبث طويلا إلا و أن يجد نفسه قد وصل لـ إستنتاج للحيرة التي وقع فيها . السيناريو و الحوارات التي تعبتر إحدى ركائز و أساسيات هذا العمل تظهر مدى أنها مبتكرة بشكل بارع .. نقاط عدة تعطي الفيلم كل هذا الحق من المديح و الثناء المنهال عليه .

أحببت أن أركز على إيجابيات الفيلم أكثر من سلبياته التي تعتبر قليلة أثناء حديثي عن الفيلم في هذه التدوينة ..

تقيمي الشخصي :
8,5/10
[تقيمك للفيلم] :

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.