
الفيلم بحد ذاته لم يحاول التطرق بتفاصيل الحرب , لا يريد الفيلم أن يظهر لك ذلك البطل المغوار و البطولية المزخرفة أو ذلك الإمريكي الملائكي ! بأغلب أفلام حروب إمريكا
إنما كان الإهتمام فقط بإنعكاسات هذه الحرب على الجندي , و مايعتريه بالحرب من إنفعالات و أحاسيس و ضغوطات نفسية
صحيح أن الفيلم به بعض المشاهدالساذجة و المتناقضة التي كان من الإمكان عدم الخوض بها بالفيلم كمشهد جيمس عندما ذهب للبحث عن قاتل صديقه الطفل العراقي
و دخل لمنزل أحد العراقين و كيف طرد من هنالك ,
لكن رغم ذلك الفيلم لا يحوي أي رسائل سياسية أو النظرة بحد ذاتها على الحرب بالعراق
إنما كانت العراق مجرد مسرح لتصوير أحداث ثلاث جنود تقنين بتفكيك المتفجرات و مايتعرضون له من ضغط نفسي و عصبي كبير على أنفسهم و حياتهم بشكل خاص ..
باكورة الإبداع التمثيلي بهذا الفيلم كان جيمي رينر الذي قام بدور ذلك المتخصص في إبطال المتفجرات , تقلب بجميع ملامح هذه الشخصية المعقدة بكل إتقان
سواء كان بالإستمتاع بما يعمله أو الجهد و الضغط النفسي الذي حصل له من الحرب و الإنفعالات و الملامح المتقلبة ..
إذا كان هنالك من سيصفق له و بقوة سيكون بتأكيد مخرج الفيلم .. المعذرة أقصد مخرجة الفيلم "كاثرين بيغالو" << لم أتعود أن أرى إبداع بالإخراج بهذا الشكل من إناث
بالفعل قدمت عمل كبير جدا و راقي و ممتاز .. سواءا كانت بالطريقة التصويرية , أو التنقل بالأحداث
بحيث لم تجعل الفيلم كقصة مترابطة بل بأحداث متفرقة لنظرتها بأن الحرب لا تعتمد على قصة بوفق سير معين , بل هي مواقف مفاجئة
الفيلم يستاهل كل ماتلقاه من جوائز بعام 2009 , و يعتبر من أقوى المرشيحن بالأوسكار بهذا العام
إحدى أجمل الأفلام التي رأيتها بعام 2009 ..
..
0 التعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.